سفارش تبلیغ
صبا ویژن
هر نو رسته ای که در جستجوی دانش و عبادت رشد کند تا بزرگ شود، خداوند روز قیامت پاداش هفتاد و دو صدیق را به او می دهد . [پیامبر خدا صلی الله علیه و آله]

حرفی از هزاران

تذکیر الفعل أو تأنیثه مع الفاعل المؤنّث
بسم الله الرحمن الرحیم و الصلاة و السلام علی سیدنا محمد و آله الطاهرین الطیبین.
قال تعالى (ولا تکونوا کالذین جاءهم البینات) وقال تعالى (وما کان صلاتهم عند البیت) وقال تعالى (قد کان لکن فیهم أسوة حسنة)
هناک خط بلاغی فی القرآن الکریم حول هذا الموضوع وقد أُثیر فی عدید من الأسئلة خلال الحلقات ونذکر منها ما جاء فی تذکیر وتأنیث الفعل مع کلمة الضلالة والعاقبة وکذلک مع کلمة الملائکة وکذلک مع کلمة البیّنات. وقلنا باختصار أنه:
تذکیر الفاعل المؤنث له أکثر من سبب وأکثر من خط فی القرآن الکریم. فإذا قصدنا باللفظ االمؤنّث معنى المذکّر جاز تذکیره وهو ما یُعرف بالحمل على المعنى. وقد جاء فی قوله تعالى عن الضلالة (فَرِیقًا هَدَى وَفَرِیقًا حَقَّ عَلَیْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّیَاطِینَ أَوْلِیَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَیَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف) وقوله تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلَالَةُ فَسِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ (36) النحل). ونرى أنه فی کل مرة یذکر فیها الضلالة بالتذکیر تکون الضلالة بمعنى العذاب لأن الکلام فی الآخرة (کَمَا بَدَأَکُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف) ولیس فی الآخرة ضلالة بمعناها لأن الأمور کلها تنکشف فی الآخرة. وعندما تکون الضلالة بالتأنیث یکون الکلام فی الدنیا فلمّا کانت الضلالة بمعناها هی یؤنّث الفعل.
وکذلک بالنسبة لکلمة العاقبة أیضاً تأتی بالتذکیر مرة وبالتأنیث مرة ، وعندما تأتی بالتذکیر تکون بمعنى العذاب وقد وردت فی القرآن الکریم 12 مرة بمعنى العذاب أی بالتذکیر والأمثلة فی القرآن کثیرة منها قوله تعالى فی سورة الأنعام (قُلْ سِیرُواْ فِی الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ {11}) وسورة یونس (فَکَذَّبُوهُ فَنَجَّیْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِی الْفُلْکِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِینَ کَذَّبُواْ بِآیَاتِنَا فَانظُرْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِینَ {73}) و(وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِینَ (84) الأعراف) و(فَانْظُرْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِینَ (73) الصافّات) المقصود بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل مذکراً. وعندما تأتی بالتأنیث لا تکون إلا بمعنى الجنّة کما فی قوله تعالى (وَقَالَ مُوسَى رَبِّی أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَکُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) القصص) وقوله تعالى فی سورة الأنعام (قُلْ یَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَکَانَتِکُمْ إِنِّی عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَکُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {135}).
تذکیر کلمة شفاعة مرة وتأنیثها مرة أخرى فی سورة البقرة: قال تعالى فی سورة البقرة (وَاتَّقُواْ یَوْماً لاَّ تَجْزِی نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَیْئاً وَلاَ یُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ یُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ {48}‏) وقال فی نفس السورة (وَاتَّقُواْ یَوْماً لاَّ تَجْزِی نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَیْئاً وَلاَ یُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ {123}).جاءت الآیة الأولى بتذکیر فعل (یقبل) مع الشفاعة بینما جاء الفعل (تنفعها) مؤنثاً مع کلمة الشفاعة نفسها. الحقیقة أن الفعل (یقبل) لم یُذکّر مع الشفاعة إلا فی الآیة 123 من سورة البقرة وهنا المقصود أنها جاءت لمن سیشفع بمعنى أنه لن یُقبل ممن سیشفع أو من ذی الشفاعة. أما فی الآیة الثانیة فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع ولیس الکلام عن الشفیع. وقد وردت کلمة الشفاعة مع الفعل المؤنث فی القرآن الکریم فی آیات أخرى منها فی سورة یس (أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن یُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّی شَفَاعَتُهُمْ شَیْئاً وَلاَ یُنقِذُونِ {23}) وسورة النجم (وَکَم مِّن مَّلَکٍ فِی السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِی شَفَاعَتُهُمْ شَیْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن یَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن یَشَاءُ وَیَرْضَى {26}).
وکذلک کلمة البیّنات فإذا کانت بمعنى العلامات الدالة على المعجزات أنّث الفعل وإذا کانت بمعنى الأمر والنهی وحدّ الله والدین ذکّر الفعل هناک حکم نحوی مفاده أنه یجوز أن یأتی الفعل مذکراً والفاعل مؤنثاً. وکلمة البیّنات لیست مؤنث حقیقی لذا یجوز تذکیرها وتأنیثها. والسؤال لیس عن جواز تذکیر وتأنیث البیّنات لأن هذا جائز کما قلنا لکن السؤال لماذا؟ لماذا جاء بالاستعمال فعل المذکر (جاءهم البیّنات) مع العلم أنه استعملت فی غیر مکان بالمؤنث (جاءتهم البیّنات)؟
جاءتهم البیّنات بالتأنیث: یؤنّث الفعل مع البیّنات إذا کانت الآیات تدلّ على النبوءات فأینما وقعت بهذا المعنى یأتی الفعل مؤنثاً کما فی قوله تعالى فی سورة البقرة (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْکُمُ الْبَیِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ {209}) والآیة (کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِیَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ فِیمَا اخْتَلَفُواْ فِیهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِیهِ إِلاَّ الَّذِینَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ بَغْیاً بَیْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِینَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِیهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ یَهْدِی مَن یَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ {213}) و (تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن کَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَیْنَا عِیسَى ابْنَ مَرْیَمَ الْبَیِّنَاتِ وَأَیَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِینَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ وَلَـکِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن کَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـکِنَّ اللّهَ یَفْعَلُ مَا یُرِیدُ {253})، وقوله فی سورة النساء (یَسْأَلُکَ أَهْلُ الْکِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَیْهِمْ کِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَکْبَرَ مِن ذَلِکَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِکَ وَآتَیْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِیناً {153}).
أما جاءهم البیّنات بالتذکیر: فالبیّنات هنا تأتی بمعنى الأمر والنهی وحیثما وردت کلمة البیّنات بهذا المعنى من الأمر والنهی یُذکّر الفعل کما فی قوله تعالى فی سورة آل عمران (کَیْفَ یَهْدِی اللّهُ قَوْماً کَفَرُواْ بَعْدَ إِیمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَیِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ {86}) و (وَلاَ تَکُونُواْ کَالَّذِینَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَیِّنَاتُ وَأُوْلَـئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ {105}) وفی سورة غافر (قُلْ إِنِّی نُهِیتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِیَ الْبَیِّنَاتُ مِن رَّبِّی وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِینَ {66}).
. وقد یکون التأنیث للکثرة والتذکیر للقلة کما فی قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) وقوله تعالى (وقال نسوة فی المدینة). ونقول أن هذا الأمر جائز من حیث الجواز اللغوی ولیس فی هذا شیء لکن السؤال یبقى لماذا اختار تعالى التذکیر فی موضع والتأنیث فی موضع آخر؟ ونأخذ قوله تعالى (جاءکم رسول) بتذکیر فعل جاءکم، وقوله تعالى (جاءت رسل ربنا) بتأنیث فعل جاءت. ونلاحظ أنه فی الآیة الأولى کان الکلام عن جمیع الرسل فی جمیع الأمم من آدم إلى أن تقوم الساعة وهذا یدل على الکثرة فجاء بالفعل مؤنّثاً للدلالة على الکثرة. أما فی الآیة الثانیة فالخطاب لبنی إسرائیل ولزمرة منهم وفی حالة معینة أیضاً وهذا یدل على القلة فجاء بالفعل مذکّراً.
مثال آخر قوله تعالى (وَمَا کَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَیْتِ إِلَّا مُکَاءً وَتَصْدِیَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا کُنْتُمْ تَکْفُرُونَ (35) الأنفال) والمکاء والتصدیة هما التصفیق والصفیر وکلاهما مذکّر وجاء الفعل مع کلمة الصلاة مذکراً لأن المراد بالصلاة هنا التصفیق والصفیر وکلاهما مذکر. والصلاة عندهم کانت تفید الطواف والطواف مذکّر أیضاً (صلاتهم کانوا یطوفون وحول الکعبة ویصفقون ویصفرون). إذن الطواف والتصفیق والصفیر کلّها مذکّر فجاء الفعل مع کلمة الصلاة المقصود بمعناها المذکر جاء مذکراً.
قال تعالى (یَا نِسَاءَ النَّبِیِّ مَنْ یَأْتِ مِنْکُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَیِّنَةٍ یُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَیْنِ وَکَانَ ذَلِکَ عَلَى اللَّهِ یَسِیرًا (30) وَمَنْ یَقْنُتْ مِنْکُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَیْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا کَرِیمًا (31) الأحزاب) هذه الآیة لیست من باب التذکیر والتأنیث أصلاً وتذکیر الفعل والفاعل وإنما هی من باب استعمال (من). والسؤال هو لماذا استعمل (من) فی الآیة؟ من أصلاً فی اللغة تستعمل للمذکر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع وطبیعة الأکثر فی کلام العرب والقرآن أنه حتى لو کان الخطاب للإناث أو الجمع یأتی أول مرة بـ (من) بصیغة المفرد المذکر ثم یعقبه ما یوضح المعنى. ومهما کانت حالة من سواء أکانت إسماً موصولاً أو نکرة تامة بمعنى شخص أو ذات أو کانت اسم شرط، یؤتى بها بصیغة المفرد المذکر أول مرة ثم یُعاد علیها بمعناها فی المرة الثانیة کقوله تعالى (ومن الناس من یقول آمنا بالله والیوم الآخر وما هم بؤمنین) وهذا هو خط القرآن وهو الأکثر فی کلام العرب وهذا هو الأصل. وکقوله تعالى (ومنهم من یقول ائذن لی ).والآیة موضع السؤال (من یأت منکن) تدخل فی هذه القاعدة جاء بـ (من) بما یدل على الإفراد والتذکیر ثم جاء فیما بعد بما یدل على المعنى. وإذا خرج عن هذا الأمر کما فی قوله تعالى (ومنهم من ینظر إلیک ومنهم من یستمعون إلیک) جاء فی الأولى بالإفراد والثانیة جمع لماذا؟ نسأل أیهما أکثر الذین ینظرون إلى الشخص أم الذین یستمعون إلیه؟ الجواب الذین یستمعون ولهذا عبّر عنهم بالجمع لأنهم أکثر. ولهذا عندما یخالف القاعدة فإنه یخالف بما یقتضیه السیاق والمعنى.
مثال آخر قوله تعالى (قَدْ کَانَ لَکُمْ آَیَةٌ فِی فِئَتَیْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَأُخْرَى کَافِرَةٌ یَرَوْنَهُمْ مِثْلَیْهِمْ رَأْیَ الْعَیْنِ وَاللَّهُ یُؤَیِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ یَشَاءُ إِنَّ فِی ذَلِکَ لَعِبْرَةً لِأُولِی الْأَبْصَارِ (13) آل عمران) وفی آیة أخرى (وَمَا تَأْتِیهِمْ مِنْ آَیَةٍ مِنْ آَیَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا کَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِینَ (4) الأنعام) وقوله تعالى (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَیَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِیَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَیُصِیبُ الَّذِینَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِیدٌ بِمَا کَانُوا یَمْکُرُونَ (124) الأنعام) نقول أنه من حیث الحکم النحوی یجوز تذکیر وتأنیث الفعل لکن یبقى السر البیانی لهذا التذکیر والتأنیث. ونقول أنه عندما تکون کلمة آیة بمعنى الدلیل والبرهان تکون بمعنى مذکّر فیأتی الفعل بالتذکیر وإذا کانت کلمة الآیة بمعنى الآیة القرآنیة أنّث الفعل (وإذا جاءتهم آیة).
مثال آخر قوله تعالى فی سورة الممتحنة (قَدْ کَانَتْ لَکُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِی إِبْرَاهِیمَ وَالَّذِینَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْکُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ کَفَرْنَا بِکُمْ وَبَدَا بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِیمَ لِأَبِیهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَکَ وَمَا أَمْلِکُ لَکَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَیْءٍ رَبَّنَا عَلَیْکَ تَوَکَّلْنَا وَإِلَیْکَ أَنَبْنَا وَإِلَیْکَ الْمَصِیرُ (4)) وفی نفس السورة (لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِیهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ یَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ (6)) وفی سورة الأحزاب (لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ یَرْجُو اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآَخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثِیرًا (21)) ونقول أنه من الناحیة النحویة إذا کثرت الفواصل فالتذکیر أفضل. فی الآیة الأولى الفاصل بین الفعل وکلمة أسوة (لکم ) أما فی الآیة الثانیة فالفاصل (لکم فیهم) وفی الثالثة (لکم فی رسول الله) فعندما تکون الفاصلة أکثر یقتضی التذکیر.وهناک أمر آخر وهو أن التذکیر فی العبادات أفضل وأهمّ من التأنیث کما جاء فی مریم (وکانت من القانتین) لأن الذین کملوا فی التذکیر أکثر. وکذلک عندما یتحدث عن عبادة الملائکة یذکّر. أی العبادات أکثر فی هذه الآیات؟ فی الأولى الأسوة کانت فی القول فی أمر واحد إلا (إلا قول ابراهیم) جادله قومه والإستثناء هو قول ابراهیم، أما فی الثانیة (فیکم أسوة حسنة لمن کان یرجو الله والیوم الآخر) هذه عامة وهی أهمّ ولذلک أکّدها باللام (لقد کان لکم) وجاء بأمرین بتذکیر العبادة کما جاء باللام فی جواب القسم المقدّر وکذلک فی آیة سورة الأحزاب الآیة عامة ولم یخصص بشیء ولهذا ذکّر وخصص باللام الواقعة فی جواب القسم، أما فی الأولى فجاء بـ (قد) وأنّث الفعل. فعندما اتسعت العبادة وصارت أعمّ وأوسع من الأولى ذکّر وجاء باللام وهذا هو الأمر البیانی بالإضافة إلى الأمر النحوی الذی تحدثنا عنه.
التذکیر مرة والتأنیث مرة مع الملائکة فی القرآن الکریم : قال تعالى فی سورة ص (فَسَجَدَ الْمَلَائِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}) وجاءت الملائکة هنا بالتذکیر، وفی سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِکَةُ وَهُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ یُبَشِّرُکَ بِیَحْیَـى مُصَدِّقاً بِکَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَیِّداً وَحَصُوراً وَنَبِیّاً مِّنَ الصَّالِحِینَ {39}) جاءت الملائکة بالتأنیث.

الحکم النحوی: یمکن أن یؤنّث الفعل أو یُذکّر إذا کان الجمع جمع تکسیر کما فی قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) و(قالت نسوة فی المدینة) فیجوز التذکیر والتأنیث من حیث الحکم النحوی.

اللمسة البیانیة: أما لماذا اختار الله تعالى التأنیث فی موطن والتذکیر فی موطن آخر فهو لأن فی الآیات خطوط تعبیریة هی التی تحدد تأنیث وتذکیر الفعل مع الملائکة. وهذه الخطوط هی:

فی القرآن الکریم کله کل فعل أمر یصدر إلى الملائکة یکون بالتذکیر (اسجدوا، أنبئونی، فقعوا له ساجدین)
کل فعل یقع بعد ذکر الملائکة یأتی بالتذکیر أیضاً کما فی قوله تعالى (والملائکة یدخلون علیهم من کل باب) و(الملائکة یشهدون) (الملائکة یسبحون بحمد ربهم)
کل وصف إسمی للملائکة یأتی بالتذکیر (الملائکة المقرّبون) (الملائکة باسطوا أیدیهم) (مسوّمین، مردفین، منزلین)
کل فعل عبادة یأتی بالتذکیر (فسجد الملائکة کلهم أجمعین) (لا یعصون الله ما أمرهم) لأن المذکر فی العبادة أکمل من عبادة الأنثى ولذلک جاء الرسل کلهم رجالاً.
کل أمر فیه شِدّة وقوة حتى لو کان عذابین أحدهما أشدّ من الآخر فالأشدّ یأتی بالتذکیر (ولو ترى إذا یتوفى الذین کفروا الملائکة یضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحریق) (یتوفى) جاءت بالتذکیر لأن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحریق) أما فی قوله تعالى (فکیف إذا توفتهم الملائکة یضربون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنیث لأن العذاب أخفّ من الآیة السابقة. وکذلک فی قوله تعالى (ونزّل الملائکة تنزیلا) بالتذکیر وقوله تعالى (تتنزّل علیهم الملائکة) بالتأنیث وقوله (تنزل الملائکة والروح فیها من کل أمر) بالتأنیث.
لم تأت بشرى بصیغة التذکیر أبداً فی القرآن الکریم فکل بشارة فی القرآن الکریم تأتی بصیغة التأنیث کما فی قوله تعالى (فنادته الملائکة) و(قالت الملائکة)
قال تعالى (إذا جاءکم المؤمنات) هذه تندرج أیضاً فی سیاق الکثرة والقلة وفی سیاق زیادة الفواصل أیضاً.
الموضوع منقول من هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31653




محمد علی محسن زاده ::: پنج شنبه 88/2/24::: ساعت 6:16 عصر

>> بازدیدهای وبلاگ <<
بازدید امروز: 6


بازدید دیروز: 11


کل بازدید :147146
 
 >>اوقات شرعی <<
 
>> درباره خودم<<
محمد علی محسن زاده
محمد علی محسن‏زاده

کارشناس ارشد و دلبسته زبان و ادبیات (عربی و فارسی)
سرگرم درس در کسوت شاگردی و معلمی
 
 
>>آرشیو شده ها<<
 
 
>>اشتراک در خبرنامه<<
 
 
>>طراح قالب<<